17 - 07 - 2024

عجاجيات | نادى الكنيسة اتغلب يا مينز

عجاجيات | نادى الكنيسة اتغلب يا مينز

عشت العقود الاولى من عمري فى حارة السقايين التى ولدت فى واحدة من دروبها  وقبلت فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية واديت الخدمة العسكرية وانخرطت فى رحلتى بالاعلام وانا ابن من ابنائها ولى الفخر.

فى حارة السقايين عشت وعايشت وعرفت ومارست الوحدة الوطنية بلا شعارات.. كل سكان الحارة من مسيحيين ومسلمين كانوا يحترمون رفع الاذان ويحترمون دقات كنيسة الملاك غبريال رئيس الملائكة ، بل اننا من كثرة معايشتها كنا نترجمها هذه دقات لصلاة باكر وهذه دقات تعلن عن جنازة وهذه دقات فرح.. وكل سكان الحارة كانوا يحتفلون بمقدم رمضان والمولد النبوي وعيد الميلاد المجيد.

فى حارة السقايين كنا نلعب كرة القدم دون ادنى تفرقة بين احمد نجم ومحيى ادريس ومحمد سامى وعبدالسلام عجاج وحسن ذكى جودة وسمير ووديع عياد ورأفت نظمى عبدالمسيح بل اننا كنا نتنافس على من يضم فى فريقه نبيل عياد الذى اشتهر بانه حريف وقادر على تسجيل الاهداف فى اى وقت.

فى حارة السقايين احتفل كل اهل الحارة بعودة احمد نجم المسلم وسمير عياد المسيحى من حرب اكتوبر المجيدة بعد ان شاركا فى تحقيق اعظم انتصارات مصر وارتفعت زغاريد المسيحيين والمسلمين.

لعل تلك المقدمة الطويلة اسوقها لتبرير وجهة نظري التى لا تتقبل انشاء نادي او فريق كرة خاص بالكنيسة بدعوي ان فرق الكرة بالدوري لا تضم لاعبين مسيحيين.. ولعل من يقول هذا الرأى نسى او تناسى ان محسن عبدالمسيح كان من اعمدة النادي الاسماعيلى ونسى ان هانى رمزي كان من اعمدة النادي الاهلى ونسى ان جرجس من اعمدة نادي انبى ونسى ان معظم اندية الدوري تتنافس على ضم لاعبين اجانب معظمهم من المسيحيين.

وحتى لو قيل ان فريق الكنيسة سيكون متاحا للمسلمين والمسيحيين ، فيعز على ان يقول المعلق وهو يصف المباراة الكنيسة مهزومة او الكنيسة ليست فى حالتها اليوم او الكنيسة ستهبط لدوري المظاليم.

الموهبة تفرض نفسها فى كرة القدم كما الحال فى الفن ، فموهبة  نجيب الريحانى ويوسف داوود وهانى رمزي وهالة صدقى وخيري بشارة وداوود عبدالسيد فرضت نفسها وشقت طريقها لقلوب وعقول المصريين.

مقام الازهر الشريف والكنيسة الموقرة ارفع كثيرا من قطعة جلد تركل بالاقدام.. انتبهوا أيها السادة.. أفيقوا يا مينز.
---------------------------------
بقلم : عبدالغني عجاج

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات|